============================================================
دعوته(1). قال: وإنما قيل له "ملك الموت" ، لأنه ملك أرواح الخلائق.
وجبريل وميكائيل قرأه قوم بالهمز، وقوم بغير همز. وأهل المدينة وأهل ال البصرة يخففون، ولا يهمزون، ولا يكسرون الجيم من جبريل. وقرأ قوم "جبرال" و"ميكال". وروي عن ابن عباس أنه قال: "جبريل" و"ميكائيل" كما تقول "عبد الله" و"عبد الرحمن"(2)، وهو منسوب إلى "إيل"، و"إيل" اسم من أسماء الله، وهو في كتبهم "إيليا" . و"إل" هو أيضا اسم من أسماء الله(3)، وقد ذكرناه في باب الذمة". فكان ابن عباس يذهب إلى أن هذه أسماء منسوبة إلى الله عز وجل، وإذا كانت كذلك، فليس(4) معناه "عبد الله" و"عبد الرحمن"، إنما معناه: عبد الل ه ورسول الله وخليل الله، لأن العبد والرسول والخليل هي مضافة إلى الله عز وجل. فكذلك "جبر" هو مضاف إلى "إيل"، وميكا مضاف إلى إيل(5) . وكل ما جاء على هذا فهي أسماء مضافة إليه ، مثل إسماعيل. سمعت بعض أهل المعرفة يذكر أن معناه "اسمع يا الله"، ومثل "إسرافيل" و"عزرائيل"، وما أشبههما من الأسماء.
قال الأصمعي: شراحيل اسم أعجمي، وكذلك شرحبيل(2). فهذه الأسماءا التي تجيء مضافة إلى "إيل" معناها كلها، كما قلنا، عبد الله ورسول الله ونبي اله وخليل الله وصفوة الله، وما أشبه ذلك. وهي بالعبرانية أو غيرها من اللغات (1) ابن قتيبة : غريب الحديث 676/3.
(2) أبو عبيد: غريب الحديث 82/3، و 128/4.
(3) أبو عبيد: غريب الحديث 128/4.
(4) فليس : سقطت من ب.
(5) تعني كلمة (جبر) في الآرامية : الإنسان أو الرجل، وبإضافتها إلى (أيل) ، في كلمة (جبرائيل) تصير بمعنى (الرجل الإلهي) . والألف في (جبرا) هي علامة التعريف في الآرامية. وتجمع الكلمة بصيغة (جبرين)، أي ناس أو رجال. وهذه الكلمة تستخدم في النصوص الغنوصية لتعني الجبابرة أو العمالقة. وما يقصده المؤلف هو أن هذه الكلمات، "جبرائيل" و"ميكائيل" ونظيراتها، مركبة بالاضافة إلى كلمة "إيل" ، مثلما أن الأعلام "عبد الرحمن" و"عبد الله" مركبة مضافة إلى اسم الجلالة في العربية. فما يتحدث عنه ابن عباس أعلام مركبة، وليست معاني للكلمات.
(6) لم أجده في المطبوع من كتاب الاشتقاق للأصمعي .
Page 286