============================================================
كتاب سيبويه و"لا يمكن أحدا من نسخته"(1) . وبالتالي فالاتصال بالأستاذ كان يعني الاتصال بحلقة أساتذته السابقين في الوقت نفسه. وقد درس المبرد مثلا علىا ال الجاحظ والجرمي والزيادي والرياشي والسجستاني وغيرهم(2). ويمكننا أن نتصور أن بعض النقول الموجودة في كتاب "الزينة" عن الجاحظ ، مثلا ، كانت قد وصلته عن طريق اتصاله بالمبرد.
في حلقة المبرد سنرى، في الفقرة المخصصة لمصادر "الزينة" ، أن أبا حاتم الرازي اعتمد على مكتبة كاملة، ربما كانت تزيد على مائة كتاب، نقل منها في أثناء تأليفه الزينة" . وإذا وضعنا في حسباننا صعوبة الحصول على الكتب في ذلك الحين لاا أمكننا الاستنتاج أن أبا حاتم كان يتمتع بوضعية مادية ميسورة تتيح له ليس فقط ال الدراسة على كبار اللغويين ودفع أجورهم الغالية نوعا ما ، بل أيضا الوصول إلى المصادر، مهما كانت غالية ونادرة يحتكرها الباحثون.
و يبدو أن وعيه النقدي اللغوي قد تفتح في حلقة المبرد. ففي حلقة المبرد ، تعرف على كبار الشخصيات اللغوية والكلامية من معاصريه، ونقل في "الزينة" ما يدل على لقائه بهم، بذكر أسمائهم الصريحة، أو تلميحا بنقل نصوص منهم مع إغفال التصريح بذكر أسمائهم.
ومن أهم تلاميذ المبرد الذين بقيت علاقة الرازي بهم طيبة علي بن سليمان الأخفش الأصغر. وقد استشهد أبو حاتم بنصوص له في عدة مواضع من كتابه .ا على أننا لم نستطع العثور على هذه النصوص، لأنها في الأرجح من الجزء الأول ال المفقود من كتابه في "شرح الاختيارين" . والظاهر أن العلاقة بينهما لم تطل، لأن علي بن سليمان ترك بغداد متجها إلى حلب سنة 287، ومنها إلى مصر سنة 306 .
ولم يعذ إلى بغداد إلا سنة 308، وكان الرازي قد غادرها، وقد توفي فيها سنة (3)316 (1) طبقات الزبيدي ص 217.
(2) مقدمة كتاب البلاغة ص 18- 20.
(3) مصادره وفيات الأعيان 302/3، إنباه الرواة 276/2.
Page 13