Zaytuna Wa Sindiyana
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
Genres
أجده جميلا.
لو كان في مقدوري أن أكرهك
لكرهت العالم،
وكرهت نفسي.
ولأن العالم في ذاتي
لكرهت نفسي،
ولأنني لا أريد أن أكره نفسي،
فأنا أحبك.
إن الجدل هنا يقتصر على المقولة، دون تصوير هذه المقولة، في صورة شعرية لها استقلاليتها الجمالية. أعتقد أن بعض قصائد «هكذا تكلم عبد الله» تمكنت من التركيز على البعد الجمالي، الذي من خلاله يتجلى المعرفي في جدليته. - ربما يؤكد هذا حقيقة الجدل الذي طالما «رفع» نفسه - بتعبير هيجل - وتجلى في صيغ وأشكال مختلفة، بدليل أنك استطعت في هذه المجموعة الأخيرة أن تصل إلى مركب النقيضين، وأن يتمثل هذا المركب في رؤيتك الشاملة وتعاطفك الكلي مع العالم والأرض والإنسان. لكنني أحب أن أنتقل من الجدلية في ذاتها إلى جدلية أخرى مهمة تتعلق بصراع الذات مع الآخر. كيف استطعتم تجاوز مرحلة الصراع مع الذات الأخرى الألمانية، وتمكنتم من تحديها وتخطيها نحو ذات شخصية تناجونها وتخاطبونها، وإن كانت في تقديري قد أصبحت ذاتا شعرية شاملة، لا مجرد ذات فردية أو شخصية؟ - ليكن مصطلح «الصوفية» مدخلا للإجابة على هذا التساؤل؛ فقد قربني بعض النقاد في هذه المجموعة بالذات من الصوفية، غير أن الصوفية في اعتقادي، إن نظرنا إليها من منظور فلسفي، تعني بدرجة رئيسية بمفهوم وحدة الوجود، وبالحلول في الذات الإلهية. لقد أخذت من الصوفية - فلسفيا - موضوعة وحدة الوجود، وبدأت أفكر من خلالها في علاقتي مع الآخر. ولكن الآخر بالنسبة لي آخر أرضي. من هنا، ولرفضي فكرة الذوبان في الآخر، أردت أن أسبر ماهية العلاقة بيني وبين هذا الآخر، في إطار وحدة الوجود التي تضمنا نحن الاثنين. لذلك فأنا لا أريد فلسفيا التوحد المطلق مع الآخر؛ لأن في هذا التوحد نفيا للذات. ونفي الذات يعني أن تتخلى عن الذاكرة، ومن ثم عن الهوية فالإنسان بدون ذاكرة لن يعود إنسانا، ولن يستطيع التحاور مع الآخر. والآخر بالنسبة لي ليس فردا ما، فقد يكون حبيبة أو صديقا أو وطنا أو طبيعة أو كونا. ومن هنا ينبغي أن أكون مع هذا الآخر علاقة تواصلية يحكمها الود؛ لكي يحل الوئام. - يمكنني أن أضرب مثلا شعريا لما تقوله، من مجموعتك الشعرية الأخيرة «هكذا تكلم عبد الله». سآخذ أولا القصيدة التي لا تفارقني الصورة المائلة فيها بكثافة وقوة:
وقال لي:
Unknown page