وقال: «لن أتمكن من الاطمئنان على المكتب اليوم.»
وسألته: «لماذا؟»
لم يكن يريدها أن تقلق، كان يعرف أن عليه أن يكذب.
قال: «إنه المطر.»
قالت له إن بعض الأصدقاء قد اتصلوا بها، ليعرفوا مكان وجودها هي وزيتون، والاطمئنان على سلامتهما، وكانت عندما تذكر لهم أن زوجها لا يزال في المدينة تتلقى دائما استجابة من ثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى هي الصدمة، والثانية إدراكهم أنهم يتحدثون عن زيتون - وهو رجل لا يثير القلق في أي موقف - وأخيرا كانوا يقولون ليته وهو يتجول في قاربه يطمئن على منازلهم!
كان يسعد زيتون غاية السعادة أن يكلف بمهمة من المهام، ولم تتأخر كاثي في تكليفه، كانت قد تلقت مكالمة لتوها من أسرة بورميديان الذين تربطهم بهما صداقة عمرها ثلاثة عشر عاما، كان علي بورميديان أستاذا لعلوم الكمبيوتر في جامعة تولين، وكان يدير مسجد الرحمة، وهي رابطة للطلاب المسلمين في الحرم الجامعي، كانت الأسرة تملك مبنى في شارع بورث يضم مركزا للمعدات والكتب، ومكانا لمبيت الطلاب الزائرين من العالم العربي.
وكانت دليلة بورميديان قد اتصلت لتوها بكاثي، راجية من زيتون الاطمئنان على المبنى، وتفقد ما حل به من أضرار، وقال زيتون إنه لا توجد مشكلة في ذلك، وإنه سوف يتحقق مما حدث له. كان يعرفه خير المعرفة؛ إذ قام بعدة أشغال فيه على مر السنين، وكان يعرف كيف يصل إليه، وكان في الواقع يتطلع لمعرفة ما حل بالحرم الجامعي، ما دام يقوم على ربوة.
قالت له: «اتصل مرة أخرى ظهرا.»
وقال لها زيتون: «طبعا.»
وقبل أن ينصرف زيتون اتصل بأخيه أحمد، وبعد أن عبر أحمد عن ارتياحه الشديد لسماع صوت أخيه بدأ حديثه الجاد.
Unknown page