وسألت: «هل عبد الرحمن زيتون موجود؟» - «ماذا؟ من؟»
وكررت ذكر اسم زوجها. - «لا! لا يوجد أحد هنا بهذا الاسم.»
وسألت: «هل هذا رقم 5010 كليبورن؟»
وقال الرجل: «لا أعرف. أظن ذلك.»
وسألت: «من المتحدث؟»
ومرت فترة صمت، ثم انقطع الخط. •••
سارت كاثي بالسيارة نحو ميل قبل أن تبدأ حتى في استيعاب ما حدث الآن. من كان صاحب هذا الصوت؟ لم يكن صوت أحد المستأجرين؛ إذ كانت تعرفهم جميعا. كان رجلا غريبا، رجلا دخل المنزل بطريقة ما ويجيب الآن على التليفون. ومن جديد بدأت الأفكار السوداء تغزو ذهنها بسرعة. ألا يمكن أن يكون المتحدث في التليفون قد قتل زوجها وسطا على المنزل واحتله؟
وأوقفت السيارة عند مطعم ماكدونالدز واستقرت في مكان انتظار السيارات، وأدارت الراديو وفي اللحظة نفسها تقريبا جاءت الأخبار من نيو أورلينز. كانت تعرف أنها ينبغي ألا تصغي، ولكنها لم تستطع المقاومة، كانت أنباء خرق القانون أسوأ مما سمعته من قبل! وخرجت بلانكو، حاكمة الولاية، ببيان موجه إلى من يعتزم ارتكاب الجرائم، تحذرهم فيه بأن الجنود الأمريكيين الذين عركتهم الحروب في طريقهم إلى نيو أورلينز حتى يعيدوا النظام بأي ثمن. وقالت: «عندي رسالة واحدة لهؤلاء المخربين: هؤلاء الجنود يعرفون كيف يطلقون النار ويقتلون، وهم أكثر من راغبين في أن يفعلوا ذلك إذا اقتضى الأمر، وأتوقع أن يفعلوا!»
كانت كاثي تعرف أن عليها تحويل مؤشر الراديو قبل أن يسمع الأطفال شيئا من هذا، ولكنها تأخرت أكثر مما ينبغي. «هل يقولون إن المدينة غرقت يا ماما؟» «هل غمرت المياه منزلنا؟» «هل يطلقون النار على الناس يا ماما؟»
وأسكتت كاثي صوت الراديو قائلة: «أرجوكم يا حبايبي، لا تسألوني أي سؤال!»
Unknown page