أحمد زيتون
وبدأت أسرة زيتون تتصل تليفونيا في العصر من سوريا. كان أول اتصال من فايزة، وهي معلمة بالمدرسة الثانوية في جبلة، وتتكلم الإنجليزية بطلاقة. «هل سمعتم شيئا من عبد الرحمن؟»
وقالت لها كاثي إنه لم يتصل بها منذ يومين.
ومرت فترة صمت طويل في التليفون. «لم يتصل عبد الرحمن بك قط؟»
وأوضحت كاثي أن الاتصالات التليفونية كانت مقطوعة، ومن المحتمل أن زوجها كان يحاول وحسب العثور على تليفون يعمل. ولم تتقبل فايزة ذلك بسهولة. «قولي مرة أخرى، ألم تسمعي شيئا من عبد الرحمن؟»
كانت كاثي تحب أسرة زيتون في سوريا، ولكنها لم تكن في حاجة إلى هذا العبء الإضافي. فالتمست لنفسها الأعذار وأنهت المكالمة.
ولم تحاول كاثي الجلوس إلى مائدة العشاء، بل ظلت تسير في الغرف ولا يفارق التليفون يدها. واستعرضت في ذهنها كل الاحتمالات؛ من كانت تعرفهم، وما يستطيعون أن يفعلوه لمساعدتها. وتذكرت أنها لم تكن تعرف أحدا قط في المدينة. كان الموقف يؤدي إلى الشلل، بدا لها مستحيلا أن توجد مدينة كاملة معزولة عن أي اتصالات أو سبل اتصال في عام 2005، وفي الولايات المتحدة.
وفي وقت لاحق كانت تمر بجوار إحدى غرف نوم الأطفال؛ ظانة أنهم ناموا، حين سمعت عائشة تتحدث مع أحد أطفال يوكو.
قالت عائشة: «منزلنا تغمره المياه بعمق عشر أقدام!»
وحبست كاثي أنفاسها لدى الباب. «ولا نستطيع العثور على أبي.»
Unknown page