وسأله زيتون: «هل رأيت روني هذا؟»
وقال ناصر إنه قابله ووجده لطيفا، وأحس الاثنان أن للجماعة قوة، وأن الرجل إذا كان يريد استخدام التليفون من وقت لآخر، فمن كانا حتى يمنعاه من الاتصال بالعالم الخارجي؟
وعلى نحو ما بدا من المحال، كانت في الحمام مياه جارية. كان ذلك بمثابة معجزة، ولم يكن زيتون قد خطر له من قبل أن يتحقق من هذا قبل الآن، فقال لناصر إنه سوف يستحم، فقال ناصر: «لا تغب، فسوف أتبعك.»
لم يستمتع زيتون بالحمام في حياته استمتاعه به هذه المرة، فأزال بالماء والصابون آثار العرق والتراب وما بدا له زيتا ومياه صرف، وبعدها هبط إلى الطابق الأول.
وقال لناصر: «تفضل!»
ورفع السماعة وطلب أخاه في إسبانيا، كان يريد طمأنته على حاله بسرعة قبل أن يتصل بكاثي.
وحاول أحمد من جديد إقناعه بالرحيل.
وسأله: «هل تعرف الصور التي نشاهدها في التليفزيون؟»
وأكد له زيتون أنه كان بعيدا تماما عن أي لون من ألوان الفوضى. فباستثناء المسلحين الذين شاهدهم في محطة شل للبنزين، لم يصادف زيتون أي أخطار تقريبا في الوقت الذي قضاه في التنقل بالقارب في المدينة.
وصاح زيتون في ابتهاج: «اسمع! ربما أظهر في التليفزيون! لقد أجرى أحدهم معي مقابلة لتوه. انتظر ظهوري، وقل لكاثي.»
Unknown page