فإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلّب
وقال أبو تمام وذكر الخمر:
وضعيفة فإذا أصابت فرصة ... قتلت، كذلك قدرة الضّعفاء
ومن كلام علىّ بن أبى طالب ﵁
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة لطول الأمل. ويقول فى الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين، إن أعطى منها لم يشبع، وإن منح لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتى.، ويبتغى الزيادة فيما بقى، ينهى ولا ينتهى، ويأمر بما لا يأتى، يحبّ الصالحين ولا يعمل أعمالهم، ويبغض المسيئين وهو منهم؛ يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلّ نادما، وإن صحّ أمن لاهيا، يعجب بنفسه إذا عوفى، ويقنط إذا ابتلى، تغلبه نفسه على ما يظنّ، ولا يغلبها على ما يستيقن، ولا يثق من الرزق بما ضمن له، ولا يعمل من العمل بما فرض عليه، إن استغنى بطروفتن، وإن افتقر قنط وحزن، فهو من الذّنب والنعمة موقر «١»، يبتغى الزيادة ولا يشكر، ويتكلّف من الناس ما لم يؤمر، ويضيع من نفسه ما هو أكثر، ويبالغ إذا سأل، ويقصّر إذا عمل، يخشى الموت، ولا يبادر الفوت، يستكثر من معصية غيره ما يستقلّ أكثره من نفسه؛ ويستكثر من طاعته ما يستقله من غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن، اللّغو مع الأغنياء أحبّ إليه من الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه، ولا يحكم عليها لغيره، وهو يطاع ويعصى، ويستوفى ولا يوفى.
وسئل ﵁ عن مسألة فدخل مبادرا، ثم خرج في حذاء ورداء، وهو يتبسّم، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنك كنت إذا سئلت عن مسألة كنت فيها كالسّكة المحماة «٢» ! فقال: إنى كنت حاقنا ولا رأى لحاقن «٣»، ثم أنشأ يقول:
1 / 77