وكأنّ تحت لسانها ... هاروت ينفث فيه سحرا
وتخال ما جمعت عليه ... ثيابها ذهبا وعطرا «١»
وسمع بشار قول كثيّر بن عبد الرحمن «٢»:
ألا إنما ليلى عصا خيزرانة ... إذا غمزوها بالأكفّ تلين
فقال: قاتل الله أبا صخر! يزعم أنها عصا ويعتذر بأنها خيزرانة، ولو قال:
عصا مخّ، أو عصا زبد؛ لكان قد هجّنها مع ذكر العصا، هلّا قال كما قلت:
ودعجاء المحاجر من معدّ ... كأنّ حديثها ثمر الجنان «٣»
إذا قامت لحاجتها تثنّت ... كأنّ عظامها من خيزران
وبعد قول كثيّر: «ألا إنما ليلى عصا خيزرانة»:
تمتّع بها ما ساعفتك، ولا يكن ... عليك شجى في الصّدر حين تبين
وإن هي أعطتك اللّيان فإنها ... لآخر من خلّانها ستلين
وإن حلفت لا ينقض النأى عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين
وقال البحترى:
ولما التقينا واللّوى موعد لنا ... تعجّب رائى الدّرّ حسنا ولا قطه
فمن لؤلؤ تجنيه عند ابتسامها ... ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه
وقال المتنبى:
أمنعمة بالعودة الظبية التى ... بغير ولىّ كان نائلها الوسمى «٤»
ترشّفت فاها سحرة فكأننى ... ترشّفت حرّ الوجد من بارد الظلم «٥»
1 / 52