وقال آخر:
دع الصبّ يصلى بالأذى من حبيبه ... فإنّ الأذى ممن تحبّ سرور «١»
غبار قطيع الشاء في عين ذئبها ... إذا ما تلا آثارهنّ ذرور «٢»
وأنشد الأصمعى [لجميل بن معمر العذرى] «٣»:
لا خير في الحبّ وقفا لا تحرّكه ... عواض اليأس أو يرتاحه الطّمع
لو كان لى صبرها أو عندها جزعى ... لكنت أملك ما آتى وما أدع
إذا دعا باسمها داع ليحزننى ... كادت له شعبة من مهجتى تقع «٤»
وهذا البيت كقول على بن العباس الرومى:
لا تكثرنّ ملامة العشاق ... فكفاهم بالوجد والأشواق
إن البلاء يطاق غير مضاعف ... فإذا تضاعف كان غير مطاق
لا تطفئنّ جوى بلوم؛ إنه ... كالريح تغرى النار بالإحراق
ويشبه بيت عليّة الآخر بيت أنشد في شعر روى لأبى نواس، ورواه قوم لعنان جارية الناطفى «٥» وهو:
حلو العتاب يهيجه الإدلال ... لم يحل إلا بالعتاب وصال
لم يهو قطّ ولم يسمّ بعاشق ... من كان يصرف وجهه التّعذال «٦»
1 / 45