فرأى الكراهة في وجه رسول الله ﷺ لمّا اختلف قوله؛ فقال: يا رسول الله؛ رضيت فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت، وما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الثانية! فقال رسول الله ﷺ: إنّ من البيان لسحرا، وإنّ من الشعر لحكمة. ويروى لحكما، والأول أصح.
والذى روى أهل الثّبت، من هذا الحديث أنّه قدم رجلان من أهل المشرق فخطبا؛ فعجب الناس لبيانهما؛ فقال رسول الله ﷺ: إنّ من البيان لسحرا، أو إن من بعض البيان لسحرا «١» .
[ترجمة عمرو بن الأهتم]
وعمرو بن الأهتم هو: عمرو بن سنان بن سمىّ [بن سنان بن خالد] ابن منقر ابن عبيد بن الحارث، والحارث هو: مقاعس بن عمرو بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم. وسمّى سنان الأهتم لأنّ قيس بن عاصم المنقرى سيد أهل الوبر ضربه بقوسه فهتم فاه. هذا قول أبى محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة. وقال غيره: بل هتم فوه يوم الكلاب الثانى، وهو يوم كان لبنى تميم على أهل اليمن. وكان عمرو يلقب المكحّل لجماله، وبنو الأهتم أهل بيت بلاغة في الجاهلية والإسلام. وعبد الله بن عمرو بن الأهتم هو جدّ خالد ابن صفوان وشبيب بن شيبة. وكان يقال: الخطابة في آل عمرو، وكان شعره حللا منّشرة عند الملوك تأخذ منه ما شاءت. وهو القائل:
ذرينى فإن البخل يا أمّ مالك ... لصالح أخلاق الرجال سروق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكنّ أخلاق الرجال تضيق «٢»
[ترجمة الزبرقان ابن بدر]
والزبرقان: اسمه حصين بن بدر بن امرئ القيس [بن الحارث] بن
1 / 39