أهمية هذا التفصيل
على أننى مطمئن إلى ما صنعت؛ فقد كان الكتاب متقاذف الأرجاء، بسبب ما كثر فيه من الاستطراد، فأصبح بفضل هذا التفصيل، محدود الموضوعات، بحيث يهتدى فيه القارىء إلى مئات المسائل الآدبية، من غير أن يكلف نفسه عناء البحث والتنقبب.
ولم أحجم عن تكرار العنوان الواحد حين يقتضى المقام ذلك، وربما أضفت كلمة يتميز بها العنوان الجديد «١» .
الضبط والشرح
كان زهر الآداب مطبوعا على هامش العقد الفريد «٢»، من غير ضبط ولا شرح، وكان يكفى أن يطبع الكتاب طبعة أزهرية ليصبح مثالا في المسخ والتشويه، ولتقذى في قراءته العيون، وتضل في فهمه العقول؛ فأنفقت من جهدى ومن وقتى، فى تحقيق ما جناه مرّ السنين وعبث الجاهلين، ما لا أمنّ به على القارىء إلا وأنا آسف محزون؛ لأنى مدين لمن طبعوه أول مرة على أىّ حال، أحسن الله جزاءهم، وتجاوز عمّا رماهم به الزمن من ألوان الضعف والقصور.
فى الطبعة القديمة كثير من الأغلاط، ولا غرابة في ذلك، فقد كان الأدب يوم ظهرت قليل الأنصار، وقد اعتمدت في ضبط هذه الطبعة على مراجعة الأصول التي أخذ منها زهر الأداب، وعلى ما أثق به من مختلف المعاجم والقواميس، فإن استطاع القارىء أن يلفتنى إلى خطإ فاتنى إصلاحه، فإنى بشكره خليق.
1 / 20