قيصر :
ليته كان أكثر سمنا! لست أخشاه، ولكني أقول: لو كان لقيصر أن يخاف مخلوقا لما رأى في الناس من هو أولى بالمجانبة من كاسياس؛ ذاك الناحل المعروق.
11
إنه كثير الاطلاع، دقيق النظر يستشف بنافذ بصيرته كنه الأمور ومراميها، ثم هو لا يحب الألعاب مثلك يا أنطانيوس ولا يسمع الموسيقى، وقلما يبتسم، فإذا فعل كان كأنما يبتسم احتقارا لنفسه وسخرية منها؛ إذ رأت في هذا العالم ما هو خليق أن يبعث منها ابتسامة. مثل هذا الرجل لا ينعم البتة براحة بال مادام يبصر في العالم من هو أسمى درجة منه وأرفع مكانا، ومن ثم كان خطرا مخوفا. هذا، وإنما أحدثك بما ينبغي أن يحذر ويخاف لا بما أخافه وأحذره؛ لأني ما زلت قيصر. تحرك إلى يميني فإن أذني هذه صماء، وأبد لي صريح رأيك عن هذا الرجل. (يخرج قيصر وجميع الحاشية إلا كاسكا.)
كاسكا :
لقد جذبت بقبائي، أتريد محادثتي؟
بروتاس :
أجل يا كاسياس، نبئنا ماذا جرى اليوم فاهتم وأطرق من أجله قيصر؟
كاسكا :
ألم تصحباه اليوم؟
Unknown page