والحق أني بالرغم من شدة حرصي على هذه الأوراق (حملتها معي إلى كل مكان سافرت إليه وأودعتها مخابئ مختلفة ثم شرعت في نقلها إلى جهاز الكمبيوتر عام 1998)، لم أفكر لحظة في نشرها. كنت أعتبرها أمرا شخصيا لا يهم أحدا غيري، ومن شأنه أن يكون مبعث تسلية لي في وحدة الشيخوخة. وعندما طلب مني الصديق
مصطفى نبيل ، رئيس تحرير مجلة «الهلال»، كتابة بضع صفحات عن العوامل التي ساهمت في تكويني الأدبي، اخترت بعضا من اليوميات نشرت في عددي المجلة الصادرين في
نوفمبر
و
ديسمبر 2003 . ثم رأيت أن اليوميات ككل قد تكون مفيدة في إلقاء الضوء على بعض الأحداث والمواقف، وأيضا على البدايات المعقدة الصعبة لتطور الكاتب، فتفرغت في صيف 2004 لإعدادها للنشر في كتاب.
قررت المحافظة على النص الأصلي فلم أتدخل فيه إلا في القليل النادر عندما وجدت تكرارا أو خطأ في النقل (الذي مر بمراحل متعددة من أوراق صغيرة متفرقة إلى كراس صغير وورق «بفرة» ثم إلى الكمبيوتر فيما بعد)، أو غموضا لا تجدي معه القراءة، ولم تفلح معه محاولات التذكر؛ خاصة وقد توفي أغلب من يمكن استيضاح الأمر منهم. هكذا أبقيت على التأملات الساذجة أو الصياغات السطحية المتعجلة. وأبقيت الخطوط التي وضعتها تحت بعض السطور. ولم أتدخل لتصحيح الهفوات اللغوية. أما الكلمات التي لم أستطع قراءتها فقد وضعت مكانها نقاطا بين أقواس، ثم أضفت هوامش توضيحية لأغلب كل ذلك.
وحرصت على الإشارة إلى مصادر المقتطفات وعلى رأسها جريدة «الأهرام» (الصفحة الأدبية التي أشرف عليها
لويس عوض
وعاونه فيها متخصصان في الثقافة الفرنسية هما
وحيد النقاش
Unknown page