وفي ليلة الجمعة توفي بالصالحية بالطاعون الشيخ محمد البصراوي مؤدب الأطفال والإمام بالخاتونية، وذلك في يوم التاسع والعشرين من ربيع الأول، وأعلم له بالصالحية، وصلي عليه الظهر، ودفن بسفح قاسيون. وكان طويل القامة بهي المنظر له علم وحسن أخلاق وحسن مودة مع الناس، وأدب واحترام، عفي عنه.
التفتيش على المدارس
ربيع الثاني، وأوله الاثنين، ورد لقاضي الشام قرا مراد أفندي زيادة على ثلاثة أشهر، وخط شريف بالتفتيش على المدارس والمدرسين.
يوم الاثنين الثامن، ورد قبجي بتقرير للباشا ناصيف بالوزارة والإمرية في دمشق، وضرب كم مدفع.
أحمد بن مصلح
وفي يوم الأحد التاسع من ربيع توفي أحمد آغا ابن مصلح، الساكن شمالي ساروجا ودفن بالدحداح، وكان رجلًا كاملًا ساكنًا لا يقارش أمور الناس.
الدرس الأول في المرشدية
وفي يوم السبت، أرسل إلي قاضي الشام في عمل الدرس بالمدرسة، مدرستي المرشدية الحنفية فامتثلنا، وأمهلنا ليوم الخميس وشرعنا ولله الحمد في يوم الخميس الثالث عشر من ربيع الثاني، في أول كتاب الكشف للإمام النسفي، وذلك بالمدرسة الحنبلية السلطانية الخاتونية المرشدية بالصالحية. وحضر من الأفاضل مولانا الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرزاق، من مدرسي الجامع، ثم مولانا البرهان إبراهيم الأكرمي الصالحي الحنفيان، وكذلك مولانا الشيخ شعبان الفقيه الشافعي، وكذلك فخر الكتاب الشيخ مصطفى جلبي الحنفي الباش كاتب بالمحكمة الصالحية، وهو المعيد، والكمال يونس المارديني، والشيخ إبراهيم النحوي نزيل السلطانية، وكذلك سعدي جلبي الأيوبي الحنفي، وكذلك السيد محمد الطيبي الحنفي، وكذلك محمد حلبي الفستقي الحنفي وغيرهم، وذلك بمباشرة شروحه كالعيني وابن الشحنة والزيلعي وملا مسكين.
الشيخ إسماعيل باقي
وفي يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى منه، توفي الشيخ إسماعيل بن باقي بيك اليازجي الواعظ، من مدرسي الجامع. أخذ عن العلاء الحصكفي وكذلك مولانا الشيخ إسماعيل بن الحايك وعن البرهان الفتال. وصلي عليه بالجامع ودفن بتربة والده باقي بيك، المقتول هو وعبد السلام في رمضان زمن قدري باشا.
النصرة على عرب كليب
وفي يوم الثلاثاء، نصف جمادى الأولى، انتصر الباشا على عرب كليب. وفي عشرينه أخذ قلعة الصلت واصطلح مع النوايلة، وذهب يزور القدس.
جمادى الثاني، في آخره، يوم الخميس، سافر قرا مراد أفندي إلى بلاده.
غارات الباشا
رجب، وأوله الجمعة على رؤية القمر ابن ليلة، يوم الجمعة ثامنه، جاء خبر أن الباشا وصل إلى مرج عيون ومراده التوجه للبقاع، وأخذ من القدس والخليل أكياسًا، ومن نابلس أيضًا، وخرب عرابة وسبى أهلها وذراريها، وعاد ومعه منها نساء كلها مرابيط، وهرب الرجال، إلى أن وصل إلى محل هناك، خاف أن يعيب عليه الناس مرابيط النساء، فعاد طلب عشرة آلاف غرش، ضمنها له ابن سلامة، فرجعهن، والشابة الحسناء أخذها السكمان وهربوا بها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مصادراته لقرى المعراض
قيل إنه مر بالمعراض بالعين المهملة والضاد المعجمة، ناحية نهر الغور، تشتمل على ضياع نحو العشرين ضيعة، فأخذ منهم ثمانين كيسًا بعد ما أخذ الذخيرة بأحمالها وبغالها، ثم طلب ماية وخمسين كيسًا، وحبس معرفها عنده. وكان المال المذكور مكسورًا عليه للسلطنة. فقالوا له: معنا حيلة نتخلص بها، وهولك. ترسل لكل قرية في ضبط نحاسها وحلي أهلها، وتعين على كل قرية بكباشي وكاتب. فاستحسن ذلك، فأرسل كما قالوا وضبط ما فيها من الفضة والنحاس والأمتعة، وقيل إن ضياع المعراض أربعون ضيعةً، وكل ضيعة تعين عليها باش كاتب. والمعرف لكل قرية معرفها. فجمعوا حلي النساء وعرايفهم وخلاخيلهم وجميع نحاسهم من الحلال والطباخة والصحون، وقوم ذلك له فبلغ نحو الثمانين كيسًا، فحملها وانصرف عنهم ولله الحمد.
وفي يوم الاثنين رابع رجب، دخل نائب القاضي الجديد وهو رجل نحيف طوال، وقيل إن معه خط شريف بإخراج التراجمين من المحكمة لأنهم يقطعوا قطعيات على الناس لا يعلم بها القاضي، والله يصلح الأحوال.
مشروع نهب البقاع
1 / 38