صعب وسهل متلف لحشاكا - أنا عارف، ولكن ما قدر يكون. - ومن هي تلك الفتاة التي سلبت عقلك؟ لعلها جميلة. - نعم جميلة، وأي جمال! - وهل تحققت أنها تحبك كما تحبها؟ وإلا كنت معرضا نفسك للخطر؛ فإنهم يقولون:
ومن الشقاوة أن تحب
ولا يحبك من تحبه - ذلك لا أعرفه، وإنما يظهر لي أنها لا تكرهني. - «لا تكرهك» شيء و«تحبك» شيء آخر؛ فإن الإنسان ربما كان يميل لواحد من الناس ولا يكره الآخرين. - سواء أحبتني أو لم تحبني، فإني هويتها وما عدت أحب غيرها والسلام. - ولذلك فإني أراك متغيرا.
ثم صمتت وتغير لونها.
أما أنا فزاد بي الهيام، ولم أسمع منها كلمة تدل على حبها لي، وسكت وأنا أنظر لها وهي مطرقة، والله عليم بما في الصدور. وما زلنا جالسين كأننا أشباح بلا أرواح حتى وقع نظرها على شجرة نرجس فقطفت نرجسة وقالت لي: ما أحسن هذه الزهرة التي تشبه عيونا من فضة بأحداق من ذهب! - لا، بل هي تشبه عيون الحبيبة. - لقد تمكن منك الغرام لتلك الغادة، هل تعرف للنرجس وصفا؟ - نعم، أتذكر قول الشاعر:
والنرجس الغض تسبينا لواحظه
وفي الرياض علينا قام نمام - هذا وصف العشاق، فاسمع وصف الطبيعيين:
عيون من لجين شاخصات
بأحداق كما الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات
Unknown page