78

Yaqẓat ulī al-iʿtibār mimmā warada fī dhikr al-nār wa-aṣḥāb al-nār

يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار

Editor

د. أحمد حجازي السقا

Publisher

مكتبة عاطف-دار الأنصار

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٨ - ١٩٨٧

Publisher Location

القاهرة

فى الْعَاقِبَة وتهالكهم فى إِيثَار العاجلة وَاتِّبَاع الشَّهَوَات كَأَنَّهُمْ لَا يعْرفُونَ الْفرق بَين الْجنَّة وَالنَّار والبون الْعَظِيم بَين أصحابهما وَأَن الْفَوْز الْعَظِيم مَعَ أَصْحَاب الْجنَّة وَالْعَذَاب الدَّائِم الْأَلِيم مَعَ أَصْحَاب النَّار فَمن حَقهم أَن يعملوا ذَلِك وينبهوا عَلَيْهِ
وَقَالَ تَعَالَى إِذا ألقوا فِيهَا سمعُوا لَهَا شهيقا وهى تَفُور تكَاد تميز من الغيظ كلما ألْقى فِيهَا فَوْج سَأَلَهُمْ خزنتها ألم يأتكم نَذِير قَالُوا بلَى قد جَاءَنَا نَذِير فكذبنا وَقُلْنَا مَا نزل الله من شىء إِن أَنْتُم إِلَّا فى ضلال كَبِير وَقَالُوا لَو كُنَّا نسْمع أَو نعقل مَا كُنَّا فى أَصْحَاب السعير فَاعْتَرفُوا بذنبهم فسحقا لأَصْحَاب السعير
الْمَعْنى إِذا طرحوا طرح الْحَطب فى النَّار سمعُوا لَهَا صَوتا مبكرا كصوت الْحمير عِنْد أول نهيقها وهى تغلى غليان الْمرجل بِمَا فِيهِ تكَاد تتقطع من الغيظ على الْكفَّار وَكلما ألْقى فى جَهَنَّم جمَاعَة مِنْهُم سَأَلَهُمْ مَلَائِكَة النَّار عَمَّا ذكر فى الْآيَة
وَقَالَ تَعَالَى خذوه فغلوه ثمَّ الْجَحِيم صلوه ثمَّ فى سلسلة ذرعها سَبْعُونَ ذِرَاعا فاسلكوه إِنَّه كَانَ لَا يُؤمن بِاللَّه الْعَظِيم وَلَا يحض على طَعَام الْمِسْكِين فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْم هَهُنَا حميم وَلَا طَعَام إِلَّا من غسلين لَا يَأْكُلهُ إِلَّا الخاطئون قَالَ الْمُفَسِّرُونَ السلسلة حلق منتظمة كل حَلقَة مِنْهَا فى حَلقَة وَالله أعلم بأى ذِرَاع هى وَقيل بِذِرَاع الْملك قَالَ نوف الشامى كل ذِرَاع سَبْعُونَ باعا كل بَاعَ أبعد مَا بَيْنك وَبَين مَكَّة وَكَانَ نوف فى رحب الْكُوفَة قَالَ مقَاتل لَو أَن حَلقَة مِنْهَا وضعت على ذرْوَة جبل لذاب كَمَا يذوب الرصاص وَقَالَ ابْن جريج لَا يعرف قدرهَا إِلَّا الله وَهَذَا الْعدَد حَقِيقَة أَو مُبَالغَة قَالَ سُفْيَان بلغنَا أَنَّهَا تدخل فى دبره حَتَّى تخرج من فِيهِ
وَقَالَ سُوَيْد بن أَبى نجيح بلغنى أَن جَمِيع أهل النَّار فى تِلْكَ السلسلة والغسلين

1 / 96