Yaqza
يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار
Investigator
د. أحمد حجازي السقا
Publisher
مكتبة عاطف-دار الأنصار
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٣٩٨ - ١٩٨٧
Publisher Location
القاهرة
يَوْمًا وَاحِدًا يُخَفف عَنْهُم فِيهِ الْعَذَاب فَردَّتْ عَلَيْهِم الخزنة أَو لم تَكُ تَأْتيكُمْ رسلكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بلَى فَردَّتْ عَلَيْهِم الخزنة ﴿فَادعوا وَمَا دُعَاء الْكَافرين إِلَّا فِي ضلال﴾ قَالَ فَلَمَّا بئسوا مِمَّا عِنْد الخزنة نادوا مَالِكًا وَهُوَ عَلَيْهِم وَله مجْلِس فى وَسطهَا وجسور تمر عَلَيْهَا مَلَائِكَة الْعَذَاب فَيرى أقصاها كَمَا يرى أدناها فَقَالُوا ﴿يَا مَالك ليَقْضِ علينا رَبك﴾
قَالَ سَأَلُوا الْمَوْت فيسكت عَنْهُم لَا يُجِيبهُمْ ثَمَانِينَ سنة قَالَ وَالسّنة سِتُّونَ وثلثمائة شهر والشهر ثَلَاثُونَ يَوْمًا وَالْيَوْم كألف سنة مِمَّا تَعدونَ
ثمَّ لحظ اليهم بعد الثَّمَانِينَ فَقَالَ ﴿إِنَّكُم مَاكِثُونَ﴾ فَلَمَّا سمعُوا مِنْهُ مَا سمعُوا وأهيبوا مِمَّا قيل لَهُم قَالَ بَعضهم لبَعض يَا هَؤُلَاءِ إِنَّه قد نزل بكم من الْبلَاء وَالْعَذَاب مَا قد ترَوْنَ فَهَلُمَّ بالتصبر فَلَعَلَّ الصَّبْر ينفعنا كَمَا صَبر أهل الطَّاعَة على طَاعَة الله فنفعهم الصَّبْر إِذْ صَبَرُوا فَأَجْمعُوا رَأْيهمْ على الصَّبْر فصبروا فطال صبرهم ثمَّ جزعوا فَنَادوا سَوَاء علينا أجزعنا أم صَبرنَا مالنا من محيص أى من منجا قَالَ فَقَامَ إِبْلِيس عِنْد ذَلِك فَقَالَ
إِن الله وَعدكُم وعد الْحق ووعدتكم فأخلفتم إِلَى قَوْله وَمَا أَنْتُم بمصرخى إنى كفرت بِمَا أشركتمونى من قبل قَالَ فَلَمَّا سمعُوا مقَالَته مقتوا أنفسهم قَالَ فنودوا لمقت الله أكبر من مقتكم أَنفسكُم إِلَى قَوْله ﴿فَهَل إِلَى خُرُوج من سَبِيل﴾ قَالَ فَرد عَلَيْهِم ﴿ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذا دعِي الله وَحده كَفرْتُمْ وَإِن يُشْرك بِهِ تؤمنوا فَالْحكم لله الْعلي الْكَبِير﴾ قَالَ فَهَذِهِ وَاحِدَة فَنَادوا الثَّانِيَة ﴿رَبنَا أخرجنَا نعمل صَالحا غير الَّذِي كُنَّا نعمل﴾
قَالَ فَرد عَلَيْهِم ﴿وَلَو شِئْنَا لآتينا كل نفس هداها﴾ يَقُول لَو شِئْت لهديت النَّاس جَمِيعًا فَلم يتَخَلَّف مِنْهُم أحد ﴿وَلَكِن حق القَوْل مني لأملأن جَهَنَّم من﴾
1 / 169