198

Yaqutat Ghiyasa

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Genres

وأما الطبائعية فإنهم يقولون بالطبع والاستحالة، وكذلك المطرفية وإنما ذكرناهم مع الكفر لأنهم وإن أقروا بالصانع فقد نفوا أن يكون له اختيار في شيء من أفعال الأمهات الأربع وهي الماء، والنار، والأرض، والهواء، وقالوا هي حاصلة بالفطرة والتركيب، وأضافوا التأثير إليها وأن النبوة فعل الشيء بنفسه ويتفقوا أكثر أفعاله تعالى نحو الأرض، والأسقام، وموت الطفل الصغير، وكلما نفرت عنه النفوس فليس من خلقه نحو الحربيات، وغيرها، وموت من لم يبلغ مائة وعشرين سنة فشاركوا ...... والمجوس في ذلك، وقد أكذبهم الله تعالى بقوله: {كل يوم هو في شأن} وقد أيضا جهلوا محمد، وخطئوا جبريل حيث لم يسأل محمد ما ينفع ولده إبراهيم حتى قضى إلى الموت، وأخطأ جبريل حيث لم يعلم محمدا ما ينتفع به ولده إبراهيم، فإنه لو أعلمه لما مات، فقاتلهم الله تعالى، وهم كما قال الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان لما نظرهم يشتغلون بما لا يجب ولا يجوز فعله ويتركون الواجب الحتم فعلمت أنهم الأخسرون أعمالا {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.

وابتداء مذهبهم سنة خمسين وأربعمائة وأن أسسه مطرف بن شهاب، وكان رجلا مغمور بالجهل متمسكون الغواية وجهله.

وأما الموضع الثاني: وهو في الدليل على صحة ماذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه، فالذي يدل على ذلك دليلان:

أحدهما: أن العالم وجد بعد أن لم يكن فلا بد من أمر أثر في وجوده [99ب] وذلك الأمر ليس إلا الفاعل المختار، وهذه الدلالة مبنية على ثلاثة أصول:

أحدها: أن العالم وجد بعد أن لم يكن.

والثاني: أنه لابد من أمر أثر في وجوده.

والثالث: أن ذلك الأمر ليس إلا الفاعل المختار.

أما الأصل الأول: وهو أن العالم وجد بعد أن لم يكن فالذي يدل عليه قد تقدم بيانه حيث بينا حدوث الأجسام وهو دليل الدعاوي فثبت الأصل الأول.

Page 201