173

Yaqutat Ghiyasa

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Genres

الوجه الثاني: أن القول بأنه قديم بالفاعل تحصيل عرضا وهو القول بحدوثه ويبطل قول المخالفين وهو القول بقدمه وهذا الوجه في معنى الأول إلا أن الفرق بينهما أن في هذا ما قالواه إبطالا لغرضهم، وقولهم الذي يريدون إثباته وإقرار بقول خصمهم كفا بالقول...... أن يكون مبطلا لنفسه مذهب صاحبه ولم يذكر هذا المعنى في الوجه الأول فافترقا من هذا الوجه.

الوجه الثالث: أنا نسألهم عن الفاعل الذي فعل القديم كونه قديما، فنقول: لا يخلو هذا الفاعل إما أن يكون قديما أو محدثا محال أن يكون محدثا؛ لأن في ذلك يتقدم الفعل على فاعله وذلك محال؛ لأن حصول الفعل قبل الفاعل يوجب إستغنائه عنه وحصول تغيره.

وإن كان قديما لا يخلو إما أن يكون قديما لذاته أو بالفاعل أو لعلة، فإن قالوا هو قديم لذاته قلنا فاقتصروا......... بأن القديم الأول قديم لذاته، وتحقيق أن كون القديم قديما لذاته حاصلا بينهما على حد واحد، فإما أن يكونا قديمين بالفاعل جميعا، وإما أن يكونا قديمين لذاتهما [88ب] وليس أحدهما بأن يكون قديما لذاته، والآخر قديما بالفاعل الذي هو قديم الثاني أولى من العكس.

وإن قالوا أنه قديم بالفاعل سألناهم أيضا عنه هل هو قديم لذاته أو بالفاعل ثم كذلك في كل فاعل فإما أن يتسلسل إلى ما لا نهاية له من الفاعلين وذلك محال وأن ينتهو إلى فاعل لم يكن قديما بالفاعل ويكون قديما لذاته فيجب أن يقتصروا من أول مرة، ويقولوا إن القديم قديم لذاته؛ لأن الإقتصار على المحقق المعلوم أولى من المحدث المفروض.

فإن قالوا له قديما بالفاعل والفاعل قديم بالعلة، فسيأتي بطلان أن القديم قديم بالعلة، ولا يجوز أن يكون قديما لعلة معدومة، لوجوه:

أحدها: أن العدم مقطعة الإختصاص، والعلة لا تجب إلا بشرط الإختصاص، فإن زال الشرط زال المشروط، وهذه بدلالة مبنية على أصلين:

Page 175