وحقيقته في الاصطلاح: هو الذي لا يشغل الحيز مع حدوثه، وإمكان حدوثه، على بعض الوجوه، قلنا هو الذي لا يشغل الحيز جنس الحد ويدخل فيه القديم فإنه لا يشغل الحيز، وقلنا: مع حدوثه يخرج منه القديم تعالى لأنه ليس بمحدث، قلنا: أو إمكان حدوثه على بعض الوجوه لتدخل فيه الأغراض المعدومة التي قد استحال وجودها هي مقدورات القدر التي حضر وقت وجودها أو معا، ولم توجد، وكذلك مالم يبق من الأعراض سواء كان مقدورا القادر الذات أو بالقدرة فإنها تختص في وجودها بوقت وإن لم توجد فيه استحال وجودها بعد ذلك، وكذلك مسبب السبب يختص بوقت ويستحيل في غيره فهذه أغراض غير حادثة ولا يمكن حدوثها بعد مضي وقتها، ولكنه قد كان يمكن على بعض الوجوه وهو أن يختار القادر إيجاده قبل مضي وقته فلذلك قلنا على بعض الوجوه فلو لم يذكر ذلك لخرج من المحدوث ما هو منه، ووجه الشبه في الغرض بين اللغة والاصطلاح أن ما سماه المتكلمون عرضا أقل لبثا من الأجسام ولهذا تقدم العرض، ويستدل على الجسم والجسم بجماله، فلما رأى المتكلمون ذلك سموه عرضا سببها بالمعنى اللغوي والمتحيز.
فحقيقته هو المختص بصفة لكونه عليها يتبع مثله من أن يكون بحثه وهو ينقسم إلى أربعة أقسام: جسم، وخط، وسطح، وجوهر.
فحقيقة الجوهر في اللغة أصل الشيء ونتيجته، يقال: جوهر الثوب جيد أي أصله الذي اتخذ منه ومنه قول الشاعر:
Page 148