ودعا الرسول فاستقاله عثرة ما قاله، وعرض صدق الطاعة، مشفوعا بفرط الخشوع والضراعة. وقال: إنما أنا نبعة غرسها السلطان بيده، وسقاها بماء كرمه، فله المشيئة في استبقائها للإثمار، أو اقتلاعها وإلقائها على النار.
وصرفه على جملة الطاعة، ولين المقادة، والبدار، إلى حيث يجلي إليه من ديار المملكة. وتلطف لتسكين من كان يفتل في ذروته «1» من أهل بيته وأوليائه، بتسويله وإغوائه، فعل من استشف ببصيرته أستار المعائب «2»، وأنفق عمره في تجارات التجارب.
Page 48