al-Yamīnī
اليميني
وظل المخاذيل يتنامسون بينهم وقد عاينوا سيوفهم نابية، وسيوف أهل الحق عليهم ماضية، وحملاتهم واهية، وحملات أهل الدين أولى وثانية. ما هؤلاء من جنس الأنس ولا من زمر البشر، هيهات إن وقع الحديد ليجز في الجبال، ولا حز له في هؤلاء الأبطال، حتى إذا مثل لهم شخص الطغيان في صورة الخذلان، تواصوا باقتحام ما وراءهم من زاخرة المياه يظنون أنها تقيهم بأس الانتقام، وتحميهم كأس الحمام، أو لا يرون أن الكفر لا يهدي سبيله، وأن الله يردي بكثير ما يحيي قليله! لا جرم إن صفائح الماء وافقت صفاح الدهماء، فأوسعوا قتلا وأسارا، وأغرقوا فأدخلوا نارا. ولعل عدد «1» القتلى وعدد «2» الغرقى يزيد على خمسين ألفا أصبحوا طعما للنسور والضبعان، وأقواتا للتماسيح والحيتان.
وعمد كلچند إلى قتالته «3»، فأهلك بها عرسه «4»، ثم كر فألحق بها نفسه. وأغنم الله السلطان مائة وخمسة وثمانين رأسا من الفيلة الضخام، مضافة إلى سائر ما اطرد عليه حكم الاغتنام «5»، من نعم الله العظام «6»، وقسمه «7» [222 أ] الراجحة الأقسام.
Page 405