al-Yamīnī
اليميني
ذكر فتح مهرة «1» وقنوج «2»
ولما فرغ السلطان يمين الدولة وأمين الملة من مهم «3» خوارزم وقد انضافت كإحدى أخواتها إلى سائر ممالكه الموشحة بآثار ولايته، الموشعة بأصباغ عدله ورعايته، رأى أن يختم صحيفة العام بطابع الاستتمام، إجماما للركائب والركب، وتقليبا للرأي في الغزو «4» بين جوانح القلب، فعدل إلى بست كالشمس قد جنحت للشمال، وجاوزت نقطة الاعتدال، فالدنيا بها حواشي المطارف، أو عواشر المصاحف، أو عقود المخانق أو نهود المعصرات العواتق، يدبر أعمالها، ويروي فيما صار أحمى لها «5»، إلى أن أذن الله له في معاودة غزنة منشئا «6» سحاب الفكر في غزوة تحقق إعجاز القرآن، بما تضمنه من وعد الله المنان، في إظهار دينه المرموم «7» بسيد البشر، ومولى البدو والحضر، محمد تاج الأنام، وسراج الظلام، صلى الله عليه وسلم وعلى آله خيرة البررة الكرام، على الدين كله وإن سخطت نفوس، وضرعت خدود، ورغمت معاطس «8» وأنوف.
Page 400