وكان أبو العباس من جملة فتيان أبي جعفر العتبي .. ملك يمينه، أهداه إلى الأمير السديد «1» أبي صالح «2» إيثارا له بخدمته على نفسه، لكيسه وذكائه، ورضي شمائله وأنحائه «3». فاستتم أبو الحسين العتبي الصنيعة عنده بالرفع منه، والتنويه به، والإشالة «4» بضبعه «5» وباعه «6»، وتدريجه إلى المحل الذي توسمه فيه لقوته «7» واضطلاعه. وجرت أمور ذلك الباب، بتعاضدهما على النصائح، وترافدهما على ارتهان المصالح، على أحسن الوجوه هيئة وجمالا، وهيبة وجلالا، ونفاذا للأوامر يمينا وشمالا.
Page 43