al-Yamīnī
اليميني
ذكر الأمير أبي أحمد محمد بن يمين الدولة وأمين الملة «1»
جملة ما يمكن الإفصاح به، والإيضاح عنه من حاله، وذكر خصاله، قول القائل:
إن السري إذا سرى فبنفسه «2» ... وابن السري إذا سرى أسراهما
قد جمع الله له من الميل إلى خصائص الأدب، والسعي لمعالي الرتب، [والبعد عن مكان الريب] «3»، مادل على أنه ابن أبيه، شرفا سمقت على النجوم شرفاته، وكرما تعرفت لأهل الفضائل عرفاته، فإنه خرج من حضن الكفالة خروج الإبريز من جمرات السابك، والهلال من تحت الشعاع المتشابك. لم يعرف له طول أيام الإيفاع غير الارتفاع إلى اليفاع، تصرفا على كرم الطباع، وتقييدا للمأثور بالسماع، وبذلا لما لفظته «4» يد الطباع، وارتياضا بآداب الثقافة والمصاع، [وتمرينا للبنان بين القلم والعنان، وتعويدا للسان ذكر الإصابة والإحسان] «5»، حتى إذا نزع يداه برد الحداثة، ولبس خداه طوق الشهامة، رأى السلطان أن يوفيه حق البنوة، ويؤتيه شرط المروءة، ويجذب بضبعه «6» إلى حيث اقتضته الفراسة فيه، واستدعته العناية به «7»، والرعاية له، فزوجه كريمة الأمير [213 أ] أبي نصر «8» الفريغوني والي «9» الجوزجان، وهي التي تجمع إلى الأصالة جلالة، وإلى الكفاية كفاءة، وإلى النعمة همة.
Page 389