281

واضطرب أيلك حنقا لما جرى على عسكره من الضغطة الكبيرة، [158 أ] والصدمة المبيرة، فاستعان بقدر خان [بن بغراخان] «6» لقرابة بينهما وكيدة، ولحمة وشيجة، واستجره بحفي مسألته إلى أخذ «7» ثأره، مستظهرا «8» بنصرته وإظهاره، فاستجاش أحياء الترك من مضانها، وحشر بني خاقان من أقصى بلادها، واستنفر دهاقين ما وراء النهر في جيوش تجل عن الحد والحصر، وسار في خمسين ألفا أو يزيدون، حتى عبر جيحون مدلا بعسكره المائج، وبطشه الهائج، ومعتضدا بقدر خان ملك الختن «1» ذي العدة والعديد، والبأس الشديد، والأيد «2» المتين، والبسطة والتمكين، في رجال كالبخاتي الفوالج «3»، فوق البحور الموائج، عراض الوجوه، خزر العيون، فطس الأنوف، خفاف الشعور، حداد السيوف، سود الثياب من حلق الدروع، يحملون جعابا «4» كخراطيم الفيول، محشوة بنبال كأنياب الغول. ولما سمع السلطان بعبوره في جمهوره، وهو إذ ذاك بطخيرستان «5»، سبقه إلى بلخ، فاستوطنها قاطعا عنها طمعه، ومالكا عليه ممتاره «6» ومنتجعه «7».

Page 291