وقد كان أبو الفتح علي بن محمد البستي ينكر حركات السلطان بنفسه في تلك المقاصد، برأي يستمليه من عطارد، وحقا لقد كان يقول ما تشهد به العقول، ولكن إذا جاء بهرام «6»، والسيف الحسام، والبطش والإقدام، فقد سقط الكلام، وبطلت الصحائف والأقلام. وأنشد أبو الفتح البستي في هذا الباب لنفسه قوله:
ألا أبلغ «1» السلطان عني نصيحة ... يشيعها ود ورأي محنك
تجاوزت أوج الشمس عزا ورفعة ... وذللت قسرا كل من قد تملكوا
فما حركات متعبات تديمها ... تأن فأوج الشمس لا يتحرك
وهذه مسألة تتنازعها الأوائل، فمنهم من يجعل لأوج «2» الشمس حركة كسائر حركات الأوجات، فأما المحققون فقد أنكروا ببراهين هندسية، وأشكال برهانية [153 ب].
ذكر غزوة الملتان
Page 282