القائل القول لو فاه الزمان به ... صارت لياليه أياما بلا ظلم والفاعل الفعلة الغراء لو مزجت ... بالنار لم تسكن «1» النيران من حمم
لا تحفلن بنضوب الماء «2» في يده ... فقد تجف ضروع العارض السجم
قد يجزر البحر بعد المد تعرفه ... وينزل الجدب وكر الأجدل القطم
ولا يغرنك أن الدهر حاربه ... قد يغدر السيف يوم الروع بالبهم
الآن إذ غدت الدنيا تجمشه ... وقابلته صباحا أوجه النعم
ترنو «3» إليه فتخفي شخص منقبض ... لما جنته «4» وتغضي طرف محتشم
إذا دعت نحوه ساقا نهت قدما ... والعمر يذهب بين الساق والقدم
حيرى تقر بها حال وتبعدها ... كذا يكون رجوع الآبق السدم «5»
وله فيه من قصيدة أخرى يقول في نسيبها «6»:
شموس لهن الخدر «7» والبيت مغرب ... فطالعها للبين والهجر غارب
ولكنما شمس المعالي خلافها ... مشارقه ليست لهن مغارب
وما لقبوه الشمس إلا وقد رأوا ... بأنك شمس والملوك كواكب [129 أ]
أقول لزوار الأمير ترجلوا ... فمن زاره من راجل فهو راكب
وإن زاره الفرسان كنت كفيلهم ... بأن يرجعوا والخيل فيهم جنائب
ألا بلغا عني الأمير رسالة ... تدل على أني على الدهر عاتب
إلى كم يحل المرء مثلك بلدة ... بها «8» منبر فيه لغيرك خاطب
Page 236