201

وارتز الكافر بمكانه جانحا إلى المطاولة، متحرزا بالمدافعة والمراوغة، انتظارا لمن وراءه من أوشاب «5» الجيوش ، وأوباش القبائل والشعوب، فأعجله السلطان عما حكم به من تقديم المطاولة، وتأخير المقابلة «6»، وبسط عليه أيدي أولياء الله، فأوسعوهم حربا ونهبا، ومشقا ورشقا، وحزا ووخزا، وحتا وسحتا، فاضطر «7» إلى الدفاع، وصلي نار القراع، فاصطفت عند ذلك الخيول، وخفقت الطبول، وزحفت الفيول، وأقبل بعضهم [114 أ] على بعض يصول. وترامت النبال على الخصل «8» ترامي ولدان الأصائل بالخشل «9»، وتلألأت متون القواضب، تلألؤ برق الغيم جنح الغياهب، وفارت ينابيع الدماء كما فاضت مجاديح الأنواء. وتكاثر أولياء الله على جماهير المدابير، يؤزونهم أزا، ويحثونهم رقصا وجمزا، فلم ينتصف النهار إلا بانتصاف المسلمين من أعداء الله المشركين، وحكموا السيوف في زهاء خمسة آلاف رجل «10»، فبسطوهم على العراء، وأطعموهم سباع الأرض وطيور «1» الهواء، وجدل «2» على صعيد المعترك خمسة عشر فيلا مغروزات العراقيب بأطراف النشاشيب، محزوزات الخراطيم بأسياف النهاميم «3». وأحيط بعدو الله چيبال «4»، وبنيه، وحفدته، وبني أخيه، وذوي الصيت من رهطه، وذويه، فسيقوا بخزائم القسر والأسر إلى موقف السلطان، كما يساق المجرمون إلى النيران، وجوه عليها غبرة الكفران، ترهقها قترة الخذلان «5»، فمن مكتوف إلى الظهر قهرا، أو مسحوب على الخد جرا، أو مضروب على الوريد صبرا. وحل مقلد «6» چيبال «7» عن نظيم مرصع بفرائد الدر، والجواهر الزهر، واليواقيت الحمر، قوم بمائتي ألف دينار. وأصيب أضعافه في أعناق المقتسمين [114 ب] من قرابته بين قتل وأسر، والمطعمين شدقي ضبع ونسر، ونفل الله أولياءه ما فات حد الإحصاء، وجاز جهد الحصر والاستقصاء، وأغنمهم خمسمائة ألف رأس من روقة «8» العبيد والإماء. وآب السلطان بمن معه من الأولياء إلى المعسكر غانمين وافرين ظاهرين «9» ظافرين شاكرين الله رب العالمين.

Page 209