154

وسير أبو المظفر [87 أ] إلى ناحية الجوزجان، وسد مكانه بأبي القاسم البرمكي، فصدقت فيه فراسة المعروف بالمضراب الشاعر البوشنجي حيث يقول «1»:

وكنا زمانا نذم الزمان ... ونرثي الوزارة بالبلعمي

فأخرنا العمر حتى انتهت ... من البلعمي إلى البرغشي

وسوف تؤول على ما أراه ... منه قريبا إلى البرمكي

وكان أبو القاسم هذا موصوفا بالفضل، إلا أن أغلب الصفات عليه صفة البخل، وحين ولي الوزارة، ناقش أولياء ذلك الباب في أعطياتهم الواجبة، وجراياتهم الراتبة، وعارض أطماعهم في خاصته بزند شحاح «2»، ووجه على الرد وقاح، فلم يرعه إلا دبابيس الأتراك تهشم «3» قذاله «4»، وترض عظامه وأوصاله، ولقد أحسن من قال:

يقول لي دعبل في ثوبه خبل ... ولو تمس ثيابي دعبلا خبلا «5»

ودعبل رجل ما شئت من رجل ... لو كان أسفله من عرضه نحلا «6»

لا والذي سبك الصهباء من ذهب ... والكأس ياقوتة ما ساد من بخلا

ذكر إنزال إسماعيل من قلعة غزنة «7»

واستنزل الأمير سيف الدولة أخاه إسماعيل من قلعة غزنة على أمان بذله، [87 ب] وضمان أجمله. وتسلم منه مفاتيح الخزائن، وأحاط بزوايا الأعلاق والدفائن.

Page 162