ولما حاز الله له كرائم الخصال، ووفاه طبع المكيال، في معاني الكمال: سياسة أزرت بأردشير «6» في «7» زمانه، والمنصور «8» في سلطانه، وهيبة خفتت لها جنادب «9» الليالي النائمة، وخمدت عليها عيون الأراقم «10» العارمة، وعدلا «11» ضم بين الضدين حتى النار إلى الماء، وألف بين الذئاب الطلس والشاء «1»، فكفيت الأنياب «2» شبا الأطراف «3»، والقرون صلابة الأجواف. وكانت أيامه مشغولة بمر «4» السياسة، عن ثمر الدراسة، وبفرض السيادة، عن نفل الاستفادة «5».
لطف الله له بأولاد كالنجوم الزواهر، بل الليوث الخوادر، [8 أ] بل السيوف البواتر، بل العقبان الكواسر، من لم ترمق الألحاظ أشخاصا توازيهم فخامة وجلالا، ووسامة وجمالا، وسعادة وإقبالا، وسماحة وإفضالا، وعلوما وآدابا، ولفظا وكتابا، وحفظا وحسابا، وأخلاقا مرة وعذابا «6». [نعم «7»، وصرامة ومضاء، وشجاعة وإباء، وسيادة وعلاء، ونجابة ورئاسة، وجلالة ونفاسة، وإيالة وسياسة، وأسامة وحراسة، وفروسية وفراسة] «8»، فجمع الله له تمام السعادة، وقصر عليه أدوات السيادة.
Page 15