وقلد يزيد بن عبد الملك عمر بن هبيرة العراق، فلما صار ابن هبيرة إلى العراق عزم على الجباية، فخاف مكان صالح بن عبد الرحمن عند يزيد ابن عبد الملك، فقال لكاتبه عبدة العنبري: هل إلى صالح من سبيل؟ قال: لا والله ما أعرف إليه سبيلا إلا أن تظلمه، فقال: وكيف لي بظلمه؟ قال: كان رفع إلى يزيد بن المهلب ست مئة ألف درهم، ولم يأخذ منه بها براءة. فكتب ابن هبيرة إلى يزيد بن عبد الملك: إن بي إلى صالح حاجة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يوجهه إلى فعل. فدعا يزيد بصالح فأخبره، فقال: والله ما به إلى حاجة، ولقد تركت العراق ولو أتاه أبكم أكمه عرف ما فيه، فأنفذه إليه. فلما وصل إلى ابن هبيرة أمر به فعذب، فكان كلما عذب بضرب من العذاب، قال: هذا القصاص، قد كنت أعذب
Page 48