85
إلا قالوا: هي على أربعة أوجه: أولها: الاستثناء، كقوله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) فاستثنى المتقين؛ لأنهم ليسوا بأعداء. الثاني: بمعنى لكن، في قوله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) أي: لكن الذين ظلموا يحتجون عليكم بغير حجة لجهلهم، وقيل: معناه لكن الذين ظلموا فلا تخشوهم. قال أبو عبيدة: إلا هاهنا بمعنى الواو وإليه ذهب أبو علي ﵀، أي: ولا الذين ظلموا عليكم حجة وهم من جملة الناس إلا أنه خصهم لشدة عبادهم كما خص النخل والرمان لفضلهما على غيرهما، وقال المبرد: هذا خطأ؛ لأن الواو للعطف، والإشراك، وإلا للاستثناء ولا يدخل أحدهما في باب الآخر. ْقال: والأول صحيح؛ لأن حق الاستثناء أن يكون كله على معنى لكن، وفيه كلام كثير ليس هذا موضع ذكره. واحتج أبو عبيدة بقول الشاعر: إلَّا كناشرة الذي كلّفتم ... كالغصن في غلوائه المتنبّت قال المبرد: معنى هذا لكن ناشرة الذي ضيعتم. والكاف زائدة، وناشرة اسم رجل أي: خرج عنكم وادعى فى بني أسد فتركتموه يخاطب بني مازن. واحتج أبو عبيدة أيضا بقول الأعشى: إلّا كخارجة المكلّف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا قال: يعني وكخارجة، وقال المبرد: أراد ولكن كخارجة المتكلف خلاف ما عليه العشيرة.

1 / 109