Wujuda Diniyya
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Genres
فهل هذا لأنه قسيس بروتستانتي؟ •••
فقد كان الأب الشرعي للفلسفة الوجودية هو البروتستانتي الدنماركي العظيم سرن كيركجور
Soren Kierkegaard (1813-1855م)، أكثر البروتستانتيين بروتستانتية، أو هو «بروتستانتي البروتستانتية»،
1
ومع هذا جرى العرف على تقفي أثره وتتبع مسارات ونمو الفلسفة الوجودية بعده في معاقل الفكر العلماني - في الفلسفة، وبعض التيارات والأعمال الأدبية.
ولكننا لاحظنا أن فلسفة اللاهوت البروتستانتي في القرنين التاسع عشر والعشرين كانت شد ما تأثر بالفلسفة الوجودية واستقطبها، وعرف كيف يستغل مقولاتها في إقامة دعاويه.
وعلى الفور يبرز في هذا الصدد اللاهوتي الوجودي المميز رودلف بولتمان
R. Bultmann (1884-1976م)؛ فقد رأى أن العهد الجديد في جوهره رسالة وجودية بأعمق ما في الكلمة من معنى، لكن الكوزمولوجيات البدائية المعاصرة له - ذات الأصل الغنوصي - قد ألحقت به الأساطير وشوهته، بحيث نجده لا يصلح البتة موضوعا للإيمان الحقيقي للإنسان في القرن العشرين - في أوج عصر العلم. من هنا كان بولتمان ناقدا تاريخيا قاسيا للعهد الجديد، بغية إعادة صياغته على أسسه الحقيقية - أسسه الوجودية - التي تجعله أجدر وأقدر على البقاء في الحضارة المعاصرة؛ أي هدف بولتمان إلى إعادة بناء المسيحية على أسس وجودية، تنتهي إلى قرار إنساني باختيار الوجود الأصيل دونا عن الوجود الزائف. وهذه رسالة يعجز عنها العقل المنطقي، وكانت وسيلة بولتمان لتحقيقها هي المفاهيم الوجودية، ومصطلحات مارتن هيدجر
M. Heidegger (1889-1976م) بالذات. وثمة - على وجه الخصوص - مفهومان، قدمهما هيدجر بالألمانية - لغته ولغة بولتمان - وليس لهما مقابل دقيق بالإنجليزية، اكتسبا أهمية خاصة بالنسبة لهيدجر، وقد جعلهما بولتمان هكذا بالنسبة للاهوت الوجودي. هذان المفهومان هما: «أولا
Fragestellung ؛ أي طريقة طرح التساؤل، التي تتناول التساؤلات اللاهوتية بوصفها قبل كل شيء تساؤلات عن وجود الإنسان في علاقته مع الرب، وتفسر الكتابات المقدسة بوصفها عبارات معنية أساسا بوجود الإنسان. وثانيا مفهوم
Unknown page