28

فقال أبرهة هادئا: لقاء بديع في مثل هذا اليوم السعيد.

فسكتت ريحانة وقالت في سرها: سعيد حقا؟

ولكنها لم تنطق.

ومضى أبرهة قائلا: أأنت غاضبة؟ لقد رأيت ذلك منذ كنا في القليس. أأغضبك شيء؟ أهكذا تغضبين كلما رأيت مني انشراحا؟

فقالت في حنق: إنها القسوة التي أعرفها.

فقال في دهشة: قسوتي أنا؟

فقالت: قسوة من إذن؟ هذه الضحكة التي تتعمد أن تسخر بها من آلامي، تقطع ضاحكا، وتطعن ضاحكا، وتسوق ضحاياك إلى الموت ضاحكا.

فقال أبرهة في نغمة عتاب: كل هذا؟ كأنها أصداء قديمة.

فقالت: بل متجددة، تجددها دائما.

فقال: أهو الماضي مرة أخرى؟ أما يختفي ذلك الماضي ويندثر حيث مضى؟

Unknown page