197

Writings of Islam's Enemies and Their Discussion

كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

Edition Number

الأولى / ١٤٢٢ هـ

Publication Year

٢٠٠٢ م

Genres

٢- وقال تعالى: ﴿عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ (١) . فإنه نص صريح يدل على أن الله قد تكفل بحفظ السنة على وجه الأصالة والاستقلال لا على طريق اللزوم والتتبع؛ لأنه تكفل فيه ببيان القرآن فى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ . أى بيان القرآن، والبيان كما يكون للنبى ﷺ يكون لأمته من بعده. وهو يكون للنبى ﷺ بالإيحاء به إليه ليبلغه للناس، وهو المراد فى الآية السابقة: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ (٢) وقوله تعالى: ﴿أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ (٣) فالسنة النبوية على هذا منزلة من عند الله ﷿ (بوحى غير متلو) وفى هذا رد على ما زعمه الدكتور إسماعيل منصور؛ بأن البيان للذكر لم ينزل مع الذكر (القرآن) وإلا لكان النص على نحو: "وأنزلنا إليك الذكر وبيانه" (٤) . ويكون البيان للأمة من بعده ﷺ بحفظ السنة التى بلغهم النبى ﷺ إياها. ... ولو شغب مشاغب بأن هذا الخطاب:"عَلَيْنَا بَيَانَهُ" متوجه إلى الله ﷿ فقط دون الأمة وإلا قال ﷿:"عليكم بيانه" لما أمكنه هذا الشغب فى قوله ﷿: ﴿عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ﴾ فمن الذى جمع القرآن الكريم؟! الله ﷿ بذاته المقدسة؟ أم قيض لذلك رجالًا من خلقه وعلى رأسهم من أنزل عليه ﷺ وصحابته الكرام فمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؟!

(١) الآيات ١٧-١٩ من سورة القيامة. (٢) الآية ٤٤ من سورة النحل. (٣) الآية ٦٤ من سورة النحل. (٤) تبصير الأمة بحقيقة السنة ص ٢٦٠.

1 / 197