156

Ḥuqūq al-marʾa fī ḍawʾ al-kitāb waʾl-sunna

حقوق المرأة في ضوء الكتاب والسنة

Publisher

(بدون ناشر)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

المسلمين إلى حسر الرأس تماما، وتلاه الصدر، والعضدان والساقان، وقد شارفت على هذا الخطر آخر معاقل الإسلام، فالنساء فيها دارجات اليوم على موضة حسر الحجاب عن الوجه، وارتداء العباءة المخصّرة، وهي في الحقيقة فستان أنيق ضيّق، يصف الأعضاء بفتنة زائدة وجمال أخّاذ، فيا مؤمنات أين هذا من قول الله ﷿: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ (١) وقد حذر رسول الله ﷺ من خروج المرأة مستعطرة ولو في ثياب رثة، فقال:
١١٨ - (أيما امرأة استعطرت ثم خرجت ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زان) (٢)، المراد هنا زنى النظر، قال رسول الله ﷺ: (فالعين تزني وزناها النظر) (٣)، الحديث، وأمر الله المؤمنات بغض البصر، مع الحجاب، وهو سدل الخمار على الوجه، لأن الله تعالى تعبّدها بذلك، ولأن الرجال أمروا بغض البصر، وعدم التمتع بالنظر إلى ما حرم الله، فكذلك المرأة مأمورة بغض البصر، ولو كانت تنظر من وراء حجاب، لا يجوز لها أن تتمتع بالنظر إلى الرجال، لأنها متعبدة بعدم ذلك، ولو فعلت ذلك وهي مختمرة فقد عصت الله ورسوله، وفتنت نفسها، وقد تجرها الفتنة إلى كشف ما هو أعظم، لذلك قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ

(١) شرح مشكل الآثار حديث (٢٧١٣).
(٢) مرسل، رجاله ثقات، أخرجه الدارمي حديث (٢٧٠٠) وصح رفعه، أخرجه أحمد (المسند ٤/ ٤٠٠، ٤١٤، ٤١٨) وأبو داود حديث (٤١٨٣) والترمذي حديث (٢٧٨٦) وقال: حسن صحيح، والنسائي (حديث (٥١٢٦).
(٣) مرسل، رجاله ثقات، أخرجه الدارمي حديث (٢٧٠٠) وصح رفعه، أخرجه أحمد (المسند ٤/ ٤٠٠، ٤١٤، ٤١٨) وأبو داود حديث (٤١٨٣) والترمذي حديث (٢٧٨٦) وقال: حسن صحيح، والنسائي (حديث (٥١٢٦) ..

1 / 156