120

Women's Rights in Light of the Quran and Sunnah

حقوق المرأة في ضوء الكتاب والسنة

Publisher

(بدون ناشر)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Genres

وصدق التابعي الجليل سعيد بن جبير لما أجاب حين سأله هلال بن خباب عن علامة هلاك الناس فقال: "إذا هلك علماؤهم (١) "؛ لأن غلط العالم لا يضره وحده، بل يضر الأمة: المتأثر به مباشرة وغير المتأثر، لم يسلم من عداوة من تأثر به وتابعه على خطئه، فتكون القيم الإسلامية عند هؤلاء منكر، كما يزعم دعاة تحرير المرأة منها، ويصدق عليهم قول علي ﵁:
٨٧ - "تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه سيأتي بعد هذا زمان لا يعرف فيه تسعة عشرائهم المعروف، ولا ينجو منه إلا كل نومة (٢)، فأولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم، ليسوا بالمساييح (٣) ولا المذاييع (٤) البذر" (٥) وقد حذّر هرم بن حيان من العالم الفاسق، فقال: "إياكم والعالم الفاسق"، فبلغ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه فكتب إليه وأشفق منها: "ما العالم الفاسق؟ "، قال: فكتب إليه هرم: "يا أمير المؤمنين والله ما أردت به إلا الخير، يكون إمام يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق، فيشبّه على الناس فيضلوا" (٦)، وهؤلاء الذين يرون أن القيم الإسلامية تقاليد بالية، وأن المرأة لم تأخذ حقها في الإسلام هم يتكلمون على أنهم علماء، ويعملون على خروج المرأة عن القيم الإسلامية، ويشككونها في عدالة الإسلام، وهذا هو الفسق عينه، لأننا من عهد النبوة إلى أن ظهرت قوى الاستعمار لم نقف على مثل هذه الدعاوى، وما هي إلا من نتاج الاستعمار، ومن شذ من

(١) الدارمي حديث (٢٤٨).
(٢) أي: غافل عما هم فيه من الضلال.
(٣) أي: الذين يسعون بالشر والنميمة (النهاية ٢/ ٤٣٢).
(٤) كثيروا الكلام.
(٥) الدارمي حديث (٢٦٦).
(٦) الدارمي حديث (٣٠٣).

1 / 120