والده هو محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الملقب بعقدة.
قال السمعاني: العقدي: بضم العين المهملة، وفتح القاف، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى (عقدة) وهو لقب والد أبي العباس بن عقدة الحافظ، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو، كان يورق بالكوفة، ويعلم القرآن والأدب (1). وهو من العلماء العاملين وكان قبل الثلاثمائة (2).
وقال الدارقطني: كان عقدة أنحى الناس (3).
وقال ابن النجار: كان عقدة زيديا، وكان ورعا ناسكا، سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف، وكان وراقا جيد الخط (4).
وروى الخطيب البغدادي عن أبي علي النقار حكايتين دلت على شدة ورعه، قال: كان عقدة يؤدب ابن هشام الخزاز، فلما حذق الصبي وتعلم، وجه إليه ابن هشام دنانير صالحة فردها، فظن ابن هشام أن عقدة استقلها، فأضعفها له، فقال عقدة: ما رددتها استقلالا ولكن سألني الصبي أن أعلمه القرآن فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن فلا أستحل أن آخذ منه شيئا ولو دفع إلي الدنيا.
وقال: سقطت من عقدة دنانير، فجاء بنخال ليطلبها، قال عقدة: فوجدتها ثم فكرت، فقلت: ليس في الدنيا غير دنانيرك؟ فقلت للنخال: هي في ذمتك، وذهبت وتركته (5).
Page 12