1
شعبية، إنما هي تقاليد جمهورية وحياة مدنية ناشطة وانتصارات دموقراطية على الاقتطاعية الألمانية.
وأخذت هذه الآداب تلتهم «بركيت»
2
أغانيه عن شقاء إيطالية الدائم، وكان «مانزوني»
3
حبر الآداب الرومانتيكية الأعظم، وحملت رواياته الفاجعة بين سطورها تعاليم سياسية، وأصبحت الأغنيتان اللتين نظمهما فيها أناشيد لمسير المتطوعين، وفي إحدى رواياته الشهيرة راح يبحث عن إيطالية التي حرمها التسلط الأجنبي والطغيان الاجتماعي من الطمأنينة، وكانت كتبه مشبعة بالروح الدموقراطية، وكان يرى أن الزمن الذي يعيش فيه يلائم الثورة، وأن البلد في حاجة إلى معالجة معنوية تؤدي إلى بعثة ثانية، وأن المسيحية العملية والعدل وإنكار الذات هي التي تؤدي إلى جادة الحرية.
وأسس الكتبي الفلورنسي «فبوسو» و«كابوني» أحد الأشراف الأحرار مجلة «أنتولوجيا» سنة 1820، وكانت على صلة وثيقة بمانزوني ومدرسته، وعلى الرغم من ضيق انتشارها فإن تأثيرها كان كبيرا، وقد اشترك في تحريرها أهم الكتاب في إيطالية ومن بينهم «مازيني» وكان يرمي إلى «تصوير الهيئة الاجتماعية الإيطالية ووصف حاجاتها الروحية والأدبية ومساعدة إيطالية على معرفة نفسها بنفسها.» و«إيجاد مثل أعلى للطليان غير ضيق ولا محلي ولكنه مثل قومي واسع.»
ومن ذلك يتضح أن المجلة أصبحت سياسية تتعدى حدود عمل مانزوني، وقد وجهت أعظم عنايتها إلى الإصلاحات الاجتماعية، وكانت في أكثر المناسبات لسان الوطنيين المعتدلين ينذرون به ويبشرون، والتف حول المجلة جماعة يتحمسون أكثر كثيرا لدانتي، ومؤرخون كانت مدرستهم ترمي إلى جعل الآداب الرومانتيكية مجالا للتغني بأمجاد إيطالية القديمة والدعوة إلى إحيائها وأخذ «كارلو تدويا» من نابولي و«قيصر بالبو» من تورينو و«كبوني» من فلورنسة؛ يعلمون مواطنيهم تاريخهم في القرون الوسطى، وكان «روسيني» و«بركيت» ينظمان في منفاهما الأناشيد الوطنية وينشئان الكتابات الحماسية ضد البابا والأمراء.
وقد ظهرت أول بوادر المقاومة من قبل الشاب «جيرازي
Unknown page