Wazir Ibn Zaydun
الوزير ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي
Genres
لم يكن ينقد
وله بعد البعاد
بالأسى مفرد
الواقعة الثانية (أبو الوليد - أبو المحاسن)
أبو المحاسن :
أحترم حضرة الوزير في هذا المكان، وإن كان يستشعر فيه الهوان.
الوزير :
أهلا بالنديم الجليل، والصديق النبيه النبيل، جئت في وقت ضقت به ذرعا؛ لاتساع الأفكار التي فرقت من شمل أنسي جمعا، وقد تمنيت حضورك أيها النديم؛ لأهتدي بسراج رأيك في هذا الليل البهيم، وأستطلعك أخبار ولادة بعدي، وما تعانيه من عناء بعدي، فأفدني ما به يستريح كليم وجد فؤاده ذبيح، وأنر أمامي من مشكاة رأيك مصباحا، وابدأ لفك أسري من مقفل هذا السجن مفتاحا، وعلل فؤادي الكليل بذكر الجميلة ذات الجميل.
النديم :
تجلد أيها الوزير الكريم، واصبر على ما ألم بك وإن كان فيه العذاب الأليم، ولا ترع بالسجن الذي أنت به مكمد، فأي حسام مطرور الحدين لا يغمد؟! ولك أسوة أيها الهمام بمن سجن قبلك من الكرام، وكم ملك وأمير وشريف وخطير، تعنى كل منهم بالقيود والأغلال، وعضت ساقه الأداهم بأنياب النوائب الثقال، وأما ولادة لا تفتر من ذكرك بألسنة الشكوى، ولا ترى سوى حديثك في خلدها إذا أخلدت إلى النجوى، والرأي عندي أن تستعمل الفرار، وتخرج أيها البدر من هذا السرار، وتجعل مطمح نظرك إشبيلية، مقر المعتضد عباد ذلك الملك الذي ينال مريد حضرته أقصى المراد، وتستديم وداد ولادة بإنشاء الرسائل، وتستدعي وفائها من رقائق الأشعار بأعظم الوسائل؛ فيخف ما بك من أثقال الغرام إذا لم تنل مرامي رجائك من وصلها المرام، فتدبر ذلك بعين التحقيق، والله - تعالى - ولي التوفيق.
Unknown page