صاح ييتس ضاحكا: «أوه، حقا؟ نعم، عادة ما يعرف سام من أين يستدعيني، لكنه ما كان يجب أن يفشي ذلك بهذه العلنية الشديدة اللعينة. فبصفتي صحفيا، أعرف ما يجب أن ينشر وما يجب أن يشطب بالقلم الأزرق ويحذف. عادة ما يكون سام كتوما جدا، ولكن لا شك أنه عرف حالما وقعت عيناه عليك أنك أحد أصدقائي القدامى.»
ضحك ييتس مجددا، وكانت ضحكة مشرقة ومبتهجة جدا من رجل بدا خبيثا للغاية.
قال متأبطا ذراع البروفيسور: «تعال معي. يجب أن نسكنك في غرفة مناسبة.»
خرجا من القاعة نحو البهو، وتوقفا عند منضدة موظف الاستقبال.
صاح ييتس قائلا: «أصغ إلي يا سام، ألا يمكنك أن تجد لنا شيئا أفضل من الطابق الخامس؟ فأنا لم آت إلى بافالو للمشاركة في رياضة ركوب المناطيد. لا أحبذ المكوث في غرف في السماء، إن استطعت تجنب ذلك.»
قال الموظف: «أنا آسف يا ديك، لكني أتوقع أن الطابق الخامس لن يبقى متاحا حين يصل القطار السريع القادم من شيكاجو.» «حسنا، ما الذي تستطيع فعله لنا على أي حال؟» «أستطيع أن أمنحكما الغرفة رقم 518. إنها الغرفة المجاورة لغرفتك. وهما حقا الأكثر راحة بين غرف الفندق في هذا الطقس. إن لها إطلالة رائعة على البحيرة. كنت سأود أنا نفسي رؤية البحيرة لو كان بوسعي مغادرة المكتب.» «حسنا. لكني لم آت لأشاهد البحيرة، ولا قضبان السكك الحديدية الواقعة على ذلك الجانب، ولا نهر بافالو أيضا، برغم جماله ومنظره الشاعري، ولا لأستمع إلى صليل عشرات الآلاف من القاطرات التي تمر في نطاق السمع لإمتاع نزلائكم. الحقيقة أن بافالو أشبه ب... سأقول - من أجل البروفيسور - إنها أشبه بعالم هاديس، من أي مكان آخر في أمريكا، باستثناء شيكاجو دائما.»
قال الموظف بذلك الإحساس بالولاء المحلي الموجود لدى كل الأمريكيين: «أوه، إن بافالو جيدة. قل لي، هل أتيت إلى هنا بشأن تلك المهمة السهلة التي تعتزم حركة فينيان تنفيذها؟»
سأله الصحفي: «ما مهمة فينيان السهلة تلك؟» «أوه! ألا تعرف بأمرها؟ لقد ظننت حالما رأيتك أنك أتيت إلى هنا من أجل تلك المسألة. حسنا، لا تقل إنني أخبرتك، لكني أستطيع أن أدلك على أحد أعلى ذوي النفوذ شأنا إن أردت معرفة التفاصيل. يقولون إنهم سيأخذون كندا. قلت لهم إنني لم أكن لآخذ كندا هدية حتى، فضلا عن خوض قتال من أجلها. لقد كنت هناك.»
أثارت غريزة ييتس الصحفية لديه شعورا بالإثارة حين فكر في الضجة التي قد يحدثها ذاك النبأ. ثم تلاشى البريق رويدا من عينيه حين نظر إلى البروفيسور، الذي كان وجهه قد احمر بعض الشيء وضغط شفتيه وهو يستمع إلى التعليقات المهينة عن بلده.
قال الصحفي أخيرا: «حسنا يا سام، لن تجدني أتجاهل خبرا سوى مرة في العمر، لكن الحقيقة أنني في إجازة حاليا. ربما تكون أول إجازة أحصل عليها تقريبا منذ خمسة عشر عاما؛ لذا يجب أن أكون حريصا عليها كما ترى. دع صحيفة «أرجوس» تخسر السبق الصحفي، إن أرادوا. سيصبحون أكثر تقديرا لخدماتي من ذي قبل حين أعود. أظنك قلت الغرفة رقم 518، أليس كذلك؟»
Unknown page