فسألت عن ذلك، فأخبرت أنها سلامة السوداء تعبد الله على التجريد.
وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان عندنا باليمن فتى مسرف على نفسه قليل الطاعة، وكان ذا جمال ومال، وكان اسمه سهلا، فرأى ليلة في منامه كأن جارية أتته وعليها ثوب من لؤلؤ يتساقط منه، وبيدها كتاب من حرير أخضر مكتوب فيه بالذهب، فأتته به، فقالت: يا أخي، اقرأ لي هذا الكتاب.
فدفعته إليه، فإذا فيه مكتوب شعرا:
أسهل من صاغها الرحمن في غرف ... من مسكة عجنت من ماء نسرين
إلى الذي حبه في القلب محتبس ... وقلبه عنه في لهو وتفتين
أسهل ماذا فقد أورثتني حزنا ... كم عنك ما لا أحب الدهر يأتيني!
ألست تشتاق أن تلهو على فرش ... موضونة مع جوار خرد عين!
قال: فانتبه من نومه فزعا مذعورا، وترك ما كان عليه من البطالة، ولزم العبادة، وتنسك أحسن نسك حتى مات على ذلك -رحمه الله تعالى-.
Page 83