فقد روي أن بعضهم قال:
لقد خار الله لعبده في حاجة أكثر فيها تضرعه.
واعلم أن الله تعالى إذا نظر إليك وعلم أنك قد جعلته معتمدك وملجأك: وأفردته بحوائجك، دون خلقه أعطاك أفضل ما سألته وأكرمك بأكثر مما أردته.
- فإن عجل لك الإجابة، فقد جمع لك بين قضاء الحاجة، وخيرة الدنيا والآخرة.
- وإن لم يجبك عاجلا فقد عوضك عن ذلك خيرا منه فأنت على خير في الحالين، واسترح إلى مناجاته وتلذذ بعبادته.
فإنه يروى عن أبي سليمان الداراني أنه دخل عليه أحمد بن أبي الحواري وهو يبكي.
فقال: ما يبكيك؟
فقال: يا أحمد، وما لي لا أبكي ولو رأيت قوام الليل وقد قاموا إلى محاريبهم وانتصبوا على أقدامهم يناجون ربهم في فكاك رقابهم، وقطرت دموعهم على أقدامهم، وجرت على خدودهم، وقد أشرف عليهم الجليل، فنادى:
يا جبريل بعيني من تلذذ بكلامي واستراح إلى مناجاتي فلم لا تنادي فيهم.
يا جبريل: ما هذا الجزع الذي أراه فيكم؟!
Page 69