قال: أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟!
قال: لا ، هات الثانية.
- قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن بلاده!
قال: هذه أشد من الأولى إذ كانت السموات والأرض وما بينهما وما فيهما له ، فأين أسكن؟!
قال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه؟
قال: لا، هات الثالثة.
- قال: فإذا أردت أن تعصيه فانظر موضعا لا يراك فيه، فاعصه فيه!
قال: يا أبا إسحاق، فكيف أصنع وما في السماء والأرض والجبال والبحار موضع إلا هو بارز له يرى ما في قعر البحار وتحت أطباق الجبال؟!
قال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتجاهره بمعصيته؟!
قال: لا، هات الرابعة:
- قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، فقل: أخرني حتى أتوب!!
قال: لا يقبل مني!
قال: يا هذا فإذا كنت تعصيه، ولا تأمن مفاجأة ملك الموت، ولا يقبل منك فيؤخرك لتتوب، فتموت على غير توبة، فكيف يكون حالك؟!
قال: هات الخامسة.
- قال: إذا جاءتك الزبانية ليأخذوك إلى النار فلا تمض معهم!!
قال: لا يدعونني!
قال: فإذا كنت لا تقدر على الامتناع منهم، ولا تدع المعصية، فكيف ترجو الخلاص؟!
قال: حسبي. ولزم إبراهيم فعبد الله معه حتى مات.
Page 53