لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا.
3- ولا تحقرن مسلما، ولا تظنن أنك خير منه، فإن ذلك ربما أحبط عملك.
وقد روينا أن عيسى عليه السلام خرج في سياحته معه بعض حواريه فمر بقلعة فيها لص، فلما رآهما قال لنفسه:
هذا عيسى نبي الله، وهذا حواريه من أنت، أنت يا شقي يا لص تقطع الطريق، وتخيف السبيل، وتقتل النفس التي حرم الله، فنزل إليهما تائبا نادما، فلما أراد أن يمشي معهما قال لنفسه:
ما أنا بأهل أن أمشي معهما ولكن أمشي خلفهما كما يمشي المذنب الذليل فمشى خلفهما.
فالتفت الحواري، فرآه يمشي خلفهما، فعرفه الحواري فقال في نفسه: من هذا الكلب حتى يمشي خلفنا؟!
فاطلع الله على ما في أنفسهما، فأوحى إلى عيسى عليه السلام:
أن قل للحواري واللص يستأنفان العمل:
- أما اللص: فقد غفرت له بتوبته وازدرائه على نفسه.
وأما الحواري فقد أحبطت عمله بازدرائه اللص التائب.
Page 48