360

Al-Wasīṭ fī tarājim udabāʾ Shinqīṭ waʾl-kalām ʿalā tilka al-bilād taḥdīdan wa-takṭīṭan wa-ʿādātihim wa-akhlaqihim wa-mā yataʿallaq bi-dhālika

الوسيط في تراجم أدباء شنقيط والكلام على تلك البلاد تحديدا وتخطيطا وعاداتهم وأخلاقهم وما يتعلق بذلك

Publisher

الشركة الدولية للطباعة

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

مصر

عند المشارقة بين صانع الحديد وبائع القمح، ومن يبيع الخيل أو القماش، أو يخيط الثياب أو غير ذلك، بل المذموم عندهم، أن يكون الشخص لا حرفة له تغنيه عن الناس، وكان الوليد بن المغيرة القرشي المشهور حدادا، ولم تذمه قريش ذلك، بل هو المراد بقولهم المحكي في القرآن، (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) والثاني عروة بن مسعود الثقفي، والقريتان مكة والمدينة، ولعل أهل الصحراء أخذوا ذلك من هجو جرير للفرزدق، فأنه كان يعيره بأن جده كان حدادًا. فمنهم:
باباه الأحراكي
كان شاعرًا مجيدًا، وله قصيدة حسنة مطلعها:
إنَّ ربعا بجانب البَصّارا ... هاج للقَيْن لوعة وادكارا
ولا أحفظ منها غيره.
امحمد بن هَدَّارْ
اشتهر بالغناء، وكان صديقًا لامحمد ابن الطلب المتقدم، ومما ينسب إليه:
لعمري وفي ترك النساء مزيَّةٌ ... ومنْ يتَّبعْ أهْوَاَءهُ يُمسِ نادِما
لهمت بحدادية منذُ أزْمُنٍ ... وقد علمتْ أني بها صرت هائما
ولم أر فيها خيرَ ذلك مرة ... فلا خيرَ في الحدَّادِ لو كان عالما

1 / 360