316

Al-Wasīṭ fī tarājim udabāʾ Shinqīṭ waʾl-kalām ʿalā tilka al-bilād taḥdīdan wa-takṭīṭan wa-ʿādātihim wa-akhlaqihim wa-mā yataʿallaq bi-dhālika

الوسيط في تراجم أدباء شنقيط والكلام على تلك البلاد تحديدا وتخطيطا وعاداتهم وأخلاقهم وما يتعلق بذلك

Publisher

الشركة الدولية للطباعة

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

مصر

جُبْتُ والليلُ مُغطٍّ قُورَها ... بفُتِيّ ومَارسِيلَ نُجُبْ
وقَرِيضٍ بتُّ أبني فَغَدا ... مِثلَ نظمِ الغِيد تقصارَ الذهَبْ
آخذًا منْ لحنِ أقْحاحِ اللُّغى ... مُضَّغَ القيْصُومِ والشيخ النُّخَبْ
مَنْ لآلى حاضِريهِمْ أصطفى ... ومن الأعرابِ رُشافَ العُلَبْ
ما تعاطى اللُّسْنُ في أندئهمْ ... وتَعاطْوهُ بأفواهِ القُلُبْ
وأداروهُ عُصورًا بينهمْ ... لابتناء الفخرِ أيامَ الغَلَبْ
إنّ خيرَ الزّادِ يا صاحِ التُّقى ... فبهِ المجدُ التمسْ لا بالنسَبْ
في التقى عِزٌّ وكثرٌ وغنىً ... دون سُلطانٍ وجُندٍ ونَشَبْ
هُوَ دون العلمِ عَنقا مُغْرِبٍ ... فاطّلِبْهُ فلنعم المُطَّلَبْ
جَرّع النفْسَ على تحصيلهِ ... مَضَضَ المُرَّينِ ذُلٍّ وسغَبْ
وَدَعِ المالَ إلى تطلابهِ ... تكتسبهُ فلنعمَ المكتَسَبْ
هو حَلْيُ المرْءِ في أقرانهِ ... وهو عند الموت زَحْزاحُ الكُرَبْ
وهو نورُ المرءِ في اللحدِ وإذ ... ينسِلُ الأقوام منْ كلّ حدَبْ
يا غريبًا يطْلُبُ العلمَ اصْطبِرْ ... إنَّ مَبْدأ العلم من قبل غرُبْ
ما سعى في الرّبحِ ساعٍ سَعْيكم ... بَلْ سِواكم سعْيُهُ جِدُّ نَصَبْ
إنْ تقُولوا مَنَعَتْنا دَرْسَهُ ... أزُمُ الدَّهرِ والأعْوامُ الشهُبْ
قلتُ هلْ يحتالُ في دفعِ العصي ... مَنْ أظلَّتْهُ الحُساماتُ القضُبْ
فكأني بذوي العِلمِ غدًا ... في نعيمٍ وحبُورٍ وطرَبْ
يَحمدُونَ اللهَ أنْ عنهمْ جَلا ... كلَّ حُزْنٍ وعناءِ وتَعبْ

1 / 316