قتل
ولما ضربت يده اليمنى جعل الراية في اليسرى ولما قطعت اليسرى جعل الراية بعضده ولما ضرب في العضد جعل الراية بين قدميه ولم يتركها حتى سقط بعد تسعين ضربة كلها في مقدمة وليس في ظهره منها شيء
وكان يقول
(يا حبذا الجنة واقترابها واقرابها ... طيبة وباردا شرابها)
وكان حين اشتد الأمر نزل عن فرسه وعقره لئلا ينتفع به العدو وقاتل على قدمه وهذه قوة النبوة
ولما سقط بضربات الروم قطع نصفين بادر عبد الله بن رواحة وأخذ الراية وقاتل حتى قتل فاجتمع الناس على خالد بن الوليد ودافعوا العدو مدافعة حتى انحاز الجيش وانصرفوا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الوقيعة وأعلم الناس بما وقع وهذا من أخباره بالغيوب
وقال (لقد رفعوا إلى الجنة على سرير من ذهب)
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دخلت الجنة فإذا فيها جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة مع أصحابه)
وقال صلى الله عليه وسلم في يوم أخباره (لا تغفلوا آل جعفر واصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم)
ولما قدم الناس بعد مدة تلقاهم النبي صلى الله عليه وسلم ورمى الناس التراب عليهم وهم يقولون فررتم واختفى محمد بن مسلمة بن هاشم أياما فإنه كان إذا خرج تبعه الصبيان ويصيحون يافار بافار
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (هم الكرار إن شاء الله)
وفي شهر رمضان من هذه السنة الثامنة من الهجرة غزا النبي صلى الله عليه وسلم
Page 108